التلاميذ يعودون إلى الأقسام على وقع الاحتجاجات

* بن بوزيد يتعهّد بالتكفّل بمطالب عمّال التربية

عاد ملايين التلاميذ بداية من صباح يوم أمس إلى مقاعد الدراسة بعد انقضاء عطلة الصيف على وقع احتجاجات وطنية نظّمها المساعدون التربويون والمقتصدون الذين أرادوا إسماع صوتهم في أوّل أيّام الدراسة على أمل تحقيق مطالبهم التي يرونها مشروعة، وهي المطالب التي وعد الوزير بن بوزيد بالتكفّل بها·

احتجّ المئات من المساعدين التربويين أمس الموافق لأوّل أيّام الدخول المدرسي أمام مختلف مقرّات كلّ مديرية عبر 48 ولاية تنديدا بصمت وزارة التربية إزاء مطالبهم ومشاكلهم السوسيومهنية المطلوبة، والتي ما تزال حبيسة أدراج الوزارة التي تكتفي بالوعود لا غير على حدّ تعبيرهم· أبى المساعدون التربويون إلاّ أن يسايروا الدخول المدرسي صبيحة أمس بعدما اختاروه كموعد للمطالبة بحقوقهم المهنية والاجتماعية التي ما تزال عالقة بالرغم من التهديدات التي رفعوها إلى الوزارة الوصية بتفخيخ الدخول المدرسي في يومه الأوّل بعدما اختار هؤلاء الاعتصام والتجمهر أمام مقرّ كلّ مديرية عبر مختلف ولايات الوطن. أمّا فيما يخصّ ولاية الجزائر فقد كان التجمّع أمام مقرّ ملحقة وزارة التربية بالرّويسو، وقد هدّد المحتجّون بإمكانية التصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم من طرف السلطات المعنية· وقد عرفت الاستجابة للإضراب في اليوم الوحيد المتّفق عليه نسبة جدّ مرتفعة من طرف هذه الفئة التي تريد انتزاع حقوقها مع بداية الموسم الدراسي، وقد اعتبر المحتجّون صمت وزارة التربية مراوغة من أجل تهدئة الأوضاع ربحا للوقت، وأن لقاءات ممثّلي المساعدين التربويين والوصاية الأخيرة والتي تحدّثت عن المفاوضات بينها وبين مديرية الوظيف العمومي لم تعرف نتيجتها لتبقى وعودا واهية فقط، يحدث هذا في ظلّ استمرار صمت الوزارة التي أغرقت المؤسسات التربوية بالمستخدمين التابعين للشبكة الاجتماعية وعقود ما قبل التشغيل· فمن بين مطالب هذه الفئة نذكر إعادة التصنيف في الرتبة العاشرة، بالإضافة إلى الحقّ في الترقية، إعفاء المساعد التربوي من المداومة أثناء العطل، وكذا تمرير ورقة الغيابات، إلى جانب مطالب أخرى تنتظر التسوية·

من جهة أخرى، أعلن وزير التربية الوطنية السيّد أبو بكر بن بوزيد أمس الأحد أنه سيتمّ اتّخاذ عدّة إجراءات من أجل تحسين ظروف تمدرس التلاميذ لضمان تحقيق نتائج تربوية أفضل· وذكر الوزير لدى إشرافه على الدخول المدرسي الجديد (2011 - 2012) انطلاقا من ولاية تندوف أنه (سيتمّ اتّخاذ جملة من التدابير خلال هذه السنة الدراسية بغرض ترقية ظروف التمدرس وتحقيق نتائج تربوية أحسن خلال الموسم الدراسي الجاري)، وأشار في هذا الصدد إلى أنه سيتمّ تجهيز سائر المؤسسات التربوية بالإعلام الآلي، حيث ستمسّ هذه العملية نحو 25.000 مؤسسة تربوية، كما ذكر أن الحكومة قرّرت رفع تسعيرة وجبة الإطعام المدرسي على مستوى المؤسسات التربوية وذلك بغرض الحفاظ على صحّة التلاميذ بما يضمن لهم استعدادا أفضل للتمدرس· وجدّد الوزير في نفس السياق عزم الدولة على السّهر من أجل توزيع منحة التمدرس التي أقرّها رئيس الجمهورية، وكذا الكتاب المدرسي لفائدة التلاميذ المعوزين· وبعد أن شدّد السيّد أبو بكر بن بوزيد على إجبارية نشاط المطالعة على مستوى كافّة الأطوار التعليمية أوضح أن المكتبات على مستوى كافّة المؤسسات التربوية عبر الوطن سيتمّ تجهيزها بالكتب التي تتلاءم مع مستوى التلاميذ في كلّ طور، مضيفا في السياق ذاته أن الوزارة خصّصت هذه السنة غلافا ماليا يصل إلى 1.02 مليار دج من أجل تغطية الاحتياجات في هذا المجال، كما تطرّق بالمناسبة إلى أهداف التوقيت المدرسي الجديد بالنّسبة للطور الابتدائي، وكذا البرامج التعليمية الجديدة وتعميم الخدمات الاجتماعية والأنشطة الرياضية بالمؤسسات التعليمية· ويأتي اختيار ولاية تندوف لاحتضان مراسم الانطلاق الرّسمي للسنة الدراسية الجديدة ـ كما أوضح وزير التربية الوطنية ـ لما تتمتّع به هذه الولاية الجنوبية من أهمّية استراتيجية وللنتائج الإيجابية التي تحصّلت عليها خلال الموسم الدراسي الفارط على المستوى الوطني· وتعهّد وزير التربية الوطنية بالتكفّل بمطالب عمّال التربية بمختلف أسلاكها خلال الموسم الدراسي الحالي، مؤكّدا أن (كلّ المطالب التي تمّ التوقيع عليها في محاضر رسمية خلال شهر أفريل الفارط ستوضع لها حلول مناسبة بالتنسيق مع الأساتذة والنقابات الوطنية ولا تستثني أيّ شريحة من العمّال بما في ذلك المساعدون التربويون والمسيّرون الماليون)، ودعا في الوقت نفسه عمّال القطاع إلى (ضرورة التحلّي بروح المسؤولية واليقظة)·

م· راضية التلاميذ يعودون إلى الأقسام على وقع الاحتجاجات 1348-5-1

التلاميذ يعودون إلى الأقسام على وقع الاحتجاجات 1348-5-1