تعتبر قصور الحمراء التي تقع على هضبة السبيكة المطلة على غرناطة من تحف المعمار الإسلامي العجيبة والنادرة هندسيًا، والتي تجذب السائح بما تحتويه من نقوش وزخارف جميلة تتحلى بها جدران وأبواب ونوافذ القصور، وهي مجموعة كبيرة تتكون من قصور وقاعات وحدائق والتي تم بناؤها في القرن الرابع عشر الميلادي في عهد ثلاثة من ملوك بني نصر هم: إسماعيل الأول ويوسف الأول ومحمد الخامس.
وتلك المجموعة قوية البناء هي التي مكنت المسلمين من الاستمرار بالدفاع عن المدينة طويلاً.
وقد تم تسخير كل الإمكانات والمواد المتعددة للفنانين والمهندسين المشرفين على بناء المجموعة من الجص والرخام والخشب والزليج في تنفيذ النقوش الكتابية بقصور الحمراء متبعًا في تنفيذها طرقا متعددة من حفر بارز وحفر غائر أو تلوين، وكان لتوفر مواد البناء والزخرفة أثر بالغ في إنتاج وحدات معمارية وأساليب إنشائية خاصة ببعض المناطق وأنواع التحف وأساليب صناعتها. مما نتج عنه أعجوبة معمارية باقية حتى الآن شاهدة على حضارة المسلمين.
قصر الحمراء بغرناطة: أحد المعالم الإسلامية
يعتبر قصر الحمراء أحد العناوين البارزة على التواصل الحضاري بين المسلمين وأوروبا.
ويعد القصر من أعظم العمائر الإسلامية التي خلفها المسلمون هناك
إذ يبدو نموذجاً مميزاً من قصور الأندلس.
هذا المعلم الأندلسي الشهير جمع بين التحصينات الدفاعية،
الممثلة في أسواره وأبراجه الخارجية وبين روعة القاعات والصحون والعقود المقرنصة،
وأشغال الجص الفريدة، والقباب المرصعة بالمقرنصات، وهندسة البساتين.
ثمة خلاف بشأن سبب تسمية هذا المعلم البارز باسم قصر الحمراء،
فهناك من يرى أنه مشتق من بني الأحمر،
وهم بنو نصر الذين كانوا يحكمون غرناطة بين عامي 629 ـ 897 هـ / 2 3 2 1 ـ 1492 م ، وقيل أيضا إن أصله التربة الحمراء التي يمتاز بها التل الذي شيد عليه القصر . وقيل كذلك إن جزءا من القلاع المجاورة لقصر الحمراء كان يعرف منذ نهاية القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادى باسم المدينة الحمراء .
ومهما يكن من الأمر فقد بدأ تشييد هذا القصر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي وترجع بعض أجزائه إلى القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادى . وينسب إلى يوسف الأول بين عامي 733، 755 هـ / 1333 ، 1354 م ومحمد الخامس بين عامى 755 ، 792 هـ ( مع انقطاع بين سنتى 760 و763 خلع خلالهما ثم عاد إلى الحكم ليبدأ في الفترة الثانية أهم التطويرات، ويكتب أغلب الأشعار التي يزدان بها القصر.