مع وصول حالات الإصابة إلى 19 حالة
مصر ترفض مشاركة المعامل الخاصة في فحص "إنفلونزا الخنازير"
خروج أول مريض بالإسكندرية من المستشفى بعد شفائه من المرض
القاهرة - محمد المعتصم
أعلن وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي عن الحالة التاسعة عشر لمرض انفلونزا الخنازير بعد ظهور حالة جديدة صباح اليوم الأحد 14-6-2009 لشخص قادم من الخارج.
تصريح الجبلي جاء خلال اجتماع لجنتي الصحة والتعليم بمجلس الشعب، مؤكداً أن الوزارة ستستمر في إجراء التحليلات للمشتبه في إصابتهم في المعامل المركزية لوزارة الصحة المعتمدة، وإذا حدث ضغط سيتم الاستعانة بمعامل الجامعات ولن يتم السماح لأي معمل خاص بالدخول في عملية التحليل حتى لا تحدث بلبلة.
من ناحية أخرى أكد المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة المصرية د.عبدالرحمن شاهين خروج أول مريض بالإسكندرية من المستشفى بعد شفائه من المرض، وقال لـ"العربية نت" إن نتائج التحاليل بالمعامل المركزية لوزارة الصحة أكدت شفاءه التام من الفيروس بعد ان ظهرت عليه الأعراض عقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت لجنتا الصحة والتعليم قد وجهتا الدعوة لوزير الصحة لمناقشته حول المرض، وما يتم من استعدادات للتعامل معه وإمكانية أن يتدخل القطاع الخاص ومعامله في مساعدة الوزارة بالكشف على الحالات، وهو ما رفضه وزير الصحة، مؤكداً أن المعامل الخاصة قد تسبب بلبلة.
وأشار الوزير إلى انه سبق وأن اظهرت أربعة معامل نتيجة واحدة وأظهر معمل آخر نتيجة مخالفة، وهو ما لن يتم السماح به في موضوع انفلونزا الخنازير لأن الوزارة لن تسمح بأي تلاعب أو تهاون في الموضوع ولن تتوانى عن إعلان الحقيقة.
وأوضح الوزير أنه عندما دخل المرض مصر تم الإعلان عنه بمنتهى الشفافية ولم يتم إخفاء أي شيء وبالتالي لا داعي للمعامل الخاصة.
وأضاف أنه إذا تطورت الأمور - وهو ما لا نتمناه - فسيتم الاستعانة بمعامل الجامعات المصرية المجهزة لذلك. وأكد الجبلي أن الوزارة تقوم بتحليل العينة وترسل عينة منها مع نتيجة التحليل إلى معمل النيمرو3 لضمان التأكد من النتيجة، ولم يحدث حتى الان اختلاف بين ما أعلنته معامل الوزارة وما يعلنه النيمرو 3.
وإلى ذلك، هوّن مسؤول طبي مصري رفيع المستوى من خطورة مرض انفلونزا الخنازير وقال إن الوباء حصل على شهرة وضجة مع أن خطورته أقل مقارنة بفيروسات أخرى مثل انفلونزا الطيور.
وقال نقيب الأطباء المصريين رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب د.حمدي السيد لـ"العربية.نت" إن إنفلونزا الخنازير انفلونزا عادية ليست خطرة بالعكس يمكن أن يشفي المريض منها خلال أيام حتى دون أن يتناول علاجاً خاصاً بها, موضحاً أن الدواء الذي يتناوله المصاب لا يعدو كونه يساهم في الاسراع بعملية الشفاء.
وأضاف انه منزعج بشدة من حالة الخوف المبالغ فيه من فيروس إنفلونزا الخنازير الذي اجتاح العالم، والذي لا يعدو كونه فيروساً عادياً وخطورته الوحيدة في سرعة انتشاره ليس أكثر، ويمكن علاجه كأي انفلونزا عادية دون علاج خلال ايام، حيث ينحصر دور المصل الذي يقدم في الإسراع من الشفاء وبالتالي لا داع للخوف المبالغ فيه، خاصة وأن هناك اجراءات كافية اتخذت لمنع انتشار انفلونزا الخنازير.
وتوقع د.السيد أن ترتفع الإصابة بالفيروس في مصر وقد تصل لعدة آلاف، وهو أمر يدعو للقلق ايضاً، ففي الوقت الذي بلغ حجم الإصابات في مصر 18 حالة منذ اكتشاف المرض معظمها قادمة من الخارج، كان حجم الاصابة في الولايات المتحدة 25 الف حالة.
وأكد نقيب الاطباء أن حالات الإصابة المحتملة في مصر والتي قدرها بالآلاف ستشفى سريعاً لأن نسبة الوفاة بفيروس انفلونزا الخنازير لا تتجاوز نصف في المائة مقارنة بنحو 40% في مرض انفلونزا الطيور.
وكانت تصريحات صحافية قد نسبت لنقيب الاطباء قوله انفلونزا الخنازير "كلام فارغ"، وهو ما نفاه لـ"العربية.نت" قائلاً إنه فيروس موجود ولكن لا يمثل هذا الوحش الذي يتم تصويره لنا على أنه سيقضي على البشرية وسيمنع السفر والحركة.
وأوضح أنه يتعين فقط اتخاذ مجموعة من الاجراءات العادية تشبه تلك التي يتم اتخاذها في حالة الانفلونزا الموسمية، مثل الحرص على النظافة وتجنب الشخص المصاب حتى يشفى خشية نقل العدوى، وهي أمور يتم مراعاتها مع الانفلوانزا العادية التي قد يحدث بسببها وفاة.
وأشار إلى أن إصابة شخص بمرض انفلونزا الخنازير لا تعني انه سوف يموت بينما اصابته بانفلونزا الطيور تعني ان الاحتمال أكبر، فبين كل 70 حالة انفلونزا طيور يموت 30 شخصاً، وهي نسبة كبيرة جداً في المقابل، فبين 200 شخص يصابون بإنفلونزا الخنازير يموت شخص واحد.
وحذر نقيب الاطباء من أن الخطورة التي يواجهها العالم كله والعالم العربي تحديداً هي في فيروس الطيور لانه سيكون أكثر فتكاً في الفترة المقبلة.