التقني الأرجنتيني الشهير أوسكار فيلوني لـ "الشروق":
أنجزما ه سعدان خارق للعادة.. ومتيقن من تأهل الجزائر
2009.10.30 حاوره في الدار البيضاء: رشيد.ف
صحفي الشروق رفقة أوسكار فيلوني يعتبر نفسه من بين أكثر المدربين تتويجا على الساحة الإفريقية بفضل تجربته الطويلة مع الكرة المغربية، أوسكار فيلوني التقني الأرجنتيني الذي لم يعمر طويلا مع اتحاد العاصمة الموسم الماضي، يتطلع للعودة للعمل في الجزائر لرد الاعتبار لنفسه، بل إنه يتحدث عن اتصال مع ناد جزائري رفض الكشف عن هويته.
إستغلينا فرصة تواجده بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية على هامش مباراة الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف لنسأله أيضا عن توقعاته بخصوص الموعد المرتقب بين المنتخبين الجزائري والمصري، فلم يتردد في ترشيح "الخضر" للتأهل إلى المونديال.
بداية، ما سر تواجدكم هنا بملعب محمد الخامس؟
تعلمون أنني مقيم هنا بالدار البيضاء منذ فترة طويلة، وعندما علمت بمجيء وفاق سطيف أصررت على التنقل إلى الملعب، خاصة وأن الأمر يتعلق بمباراة واعدة ضد الرجاء البيضاوي، والحقيقة أنني أسعد كثيرا عند ملاقاة الجزائريين بالنظر إلى الذكريات الجميلة التي أحتفظ بها عن مغامرتي في بلدكم الموسم الماضي على الرغم من أنني لم أعمر طويلا على رأس العارضة الفنية لاتحاد العاصمة، خلافا لما كان مسطرا عندما التحقت بهذا الفريق في بداية الموسم.
كيف وجدتم وفاق سطيف الذي كان قد أنهى البطولة الجزائرية الموسم الماضي في الصف الأول؟
أظن أن الوفاق هو نفسه الذي تابعته الموسم الماضي حيث يبقى من أفضل الفرق على الصعيدين العربي والقاري، والدليل على ذلك الوجه الجيد الذي يقدمه في هذه المباراة ضد الرجاء البيضاوي (الحوار أجري بين شوطي مقابلة الرجاء والوفاق الثلاثاء الماضي)، وأعتقد بأن احتفاظ التشكيلة السطايفية بكل عناصرها تقريبا قد ساهم في الإبقاء على قوة الفريق الذي أتوقع له مزيدا من النجاحات هذا الموسم، بل أن حظوظه في التتويج بكأس "الكاف" التي تأهل إلى دورها النهائي كبيرة جدا في رأيي رغم وزن الملعب المالي منافسه القادم في المحطة الأخيرة من الكأس الإفريقية.
بكلامكم هذا تتركون الانطباع بأنكم لا زلتم تتابعون عن قرب الكرة الجزائرية؟
هذا صحيح، فكما قلت منذ قليل، تعلقي بالكرة الجزائرية أصبح كبيرا وهو ما يجعلني أواصل متابعتي عن قرب لكل ما يحدث في الكرة الجزائرية على الرغم من أن أملي في الفوز بلقب مع اتحاد العاصمة لم يتحقق ووجدت نفسي مجبرا على الرحيل قبل الأوان.
ما دام الأمر كذلك، كيف تنظرون إلى حظوظ المنتخب الجزائري في سباق التأهل إلى المونديال وهو الذي تنتظره مباراة حاسمة يوم 14 نوفمبر القادم بمصر؟
أعلم أن كل الجزائريين ينتظرون هذا الموعد بشغف كبير، وتأكدوا أنني مثلكم أترقب المباراة بحرقة لأن أملي كبير في رؤية المنتخب الجزائري يتأهل إلى المونديال وهو يستحق ذلك فعلا بالنظر إلى المشوار الجيد الذي قطعه طيلة التصفيات على الرغم من أن الكثير، وحتى بين الجزائريين، لم يرشحه لبلوغ هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات، فقد كنت في الجزائر خلال الفترة الأولى لعمل المدرب سعدان ولاحظت بأن الغالبية العظمى من الأنصار لم يكونوا يثقون كثيرا في فريقهم ولم يرشحوه على الإطلاق للتنافس على بطاقة التأهل إلى المونديال قبل أن يخالف سعدان ولاعبوه كل التكهنات وها هم الآن على مشارف الموعد الكروي العالمي الكبير، أمر يدفعني للقول بأن ما فعله سعدان شيء خارق للعادة، لأنه كان من الصعب على أي مدرب مكانه أن يقلب كل التكهنات بتلك الطريقة وينجح في زرع روح مميزة لدى اللاعبين الجزائريين، سيما أولئك الذين ينشطون في الخارج والذين لم نعهد منهم مثل هذه الحماسة والشجاعة التي تميزانهم كلما تقمصوا الأولوان الجزائرية، وصدقوني أن هذه الروح أصبحت محل إعجاب خاص هنا من طرف الشعب المغربي الذي يتأسف لغياب هذا العامل المهم لدى لاعبيه المحترفين والنتيجة يعرفها الجميع الآن ما دام أن المنتخب المغربي مهدد حتى بالغياب عن نهائيات كأس إفريقيا القادمة، وهو أمر إن حدث سيكون بالتأكيد صدمة كبيرة على المغاربة.
رغم كل المدح الذي تخصون به المنتخب الجزائري يبقى أن نعترف بأنه لم يضمن تأهله بعد إلى المونديال، وأن مهمته ستكون صعبة للغاية في مواجهة نظيره المصري.. هل تشاطرون هذا الرأي؟
بطبيعة الحال، لأن كرة القدم تلعب فوق الميدان وغالبا ما تكذب كل التخمينات والتوقعات، ومع ذلك أجدد التأكيد بأن المنتخب الجزائري أضحى في أفضل رواق للتأهل إلى المونديال، حيث يكفيه فقط أن يتحلى بالقاهرة يوم 14 نوفمبر القادم بنفس الروح التي عودنا بها في مبارياته السابقة..
بحجم تجربتي الكبيرة على المستويين العربي والإفريقي أصبحت أعرف جيدا طبع اللاعب المصري وجمهوره، وهو ما يدفعني لأن أنصح الجزائريين بأن يتحلوا ببرودة أعصاب كبيرة فوق ميدان ملعب القاهرة لأن الضغط سيكون عليهم شديدا، أو بتعبير آخر أقول إن صاحب الحظ السعيد من بين المنتخبين الجزائري والمصري سيكون ذلك الذي يتحكم في أعصابه، لأن المباراة ستكون مباراة أعصاب بالدرجة الأولى، ولو أنني أتمنى أن تكون الكلمة الأخيرة للجزائريين لأن خلاف ذلك هو ببساطة شيء حرام.
إذن نصيحتكم للاعبين الجزائريين هي ضبط النفس؟
أجل، لأن ذلك هو مفتاح التأهل وثقتي فيهم كبيرة لأنهم أبانوا لحد الآن عن تحكم في الأعصاب مميز جدا لم نعهده من اللاعب الجزائري في الفترات السابقة، فقد عملت في الجزائر ولاحظت أن اللاعبين سرعان ما يستسلمون إلى النرفزة فوق الميدان لأتفه الأسباب.
لنتحدث قليلا عنكم، لماذا أنتم بدون فريق على الرغم من السمعة الكبيرة التي تحظون بها على الصعيد الدولي؟
في الحقيقة كنت منشغلا في الآونة الأخيرة بإلقاء بعض المحاضرات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن رغبتي في العمل مجددا بالمغرب تقلصت كثيرا بسبب الفوضى التي تميز تسيير الكرة المغربية في هذه المرحلة بالذات، وهو ما انعكس بالسلب على مشوار المنتخب المغربي في التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا.
وهل تفكرون في خوض تجربة جديدة في الجزائر؟
كنت سأصل إلى هذا الموضوع لو لم تسألونني عنه، بل من الممكن جدا أن أعود إلى البطولة الجزائرية قريبا.
هل من توضيح؟
كل ما في الأمر أن لدي اتصالا مهما مع أحد النوادي الجزائرية، ومن الممكن جدا أن يثمر هذا الاتصال بالتحاقي بالجزائر خلال الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة، وأرجوكم لا تطلبوا مني أن أكشف اسم هذا النادي احتراما لمسيريه.
هل يتعلق الأمر بفريق من الوسط؟
لا، ليس الأمر كذلك، وهذا كل ما أود قوله حاليا في هذا الشأن، وإذا ما حدث تطور في الاتصالات مع هذا الفريق تأكدوا بأنني لن أبخل عنكم بمدكم بالجديد.
نتصور أنكم لم تتأثروا كثيرا بالتجربة السابقة مع اتحاد العاصمة؟
ما دمتم قد فتحتم مجال الحديث في هذا الموضوع، فإنني أقول إن ما حدث لي مع اتحاد العاصمة شيء مؤسف جدا، سيما وأن الاتفاق الذي كان بيني وبين مسيريه كان للعمل على المدى البعيد من خلال إعادة بناء الفريق والاعتماد على لاعبين جدد من الفئات الشابة، لكن القدر أراد أن لا أذهب بعيدا في مشروعي وهو ما يؤسفني حقا.
وذلك يزيدكم إصرارا على الأخذ بالثأر، أليس كذلك؟
ربما هذا هو السبب الذي يقودني اليوم إلى التطلع للعودة مجددا للعمل في الجزائر، حيث أريد أن أبرهن ماذا يمكن أن يفعله المدرب الأكثر تتويجا على الصعيد الإفريقي.
هل احتفظتم بعلاقاتكم مع لاعبي ومسيري اتحاد العاصمة؟
في الحقيقة لا أحد من هؤلاء يتصل بي، ولكن أظل أكن الاحترام والتقدير لهم جميعا، سيما للاعبين دزيري وعمور اللذين أحببتهما كثيرا، ومن فضلكم بلغوا سلامي الحار لهما.
لعلمكم فإن عمور غادر الاتحاد نحو أهلي البرج..
أنا على علم بذلك، ويعد ذلك في رأيي خسارة كبيرة للاتحاد.
بماذا تريدون أن نختم حوارنا؟
سعدت كثيرا بلقائي بكم مثلما أسعد دوما بلقاء كل الجزائريين، وأريد أن أوجه بالمناسبة رسالة إلى لاعبي ومدربي المنتخب الجزائري حيث أدعوهم لأن يؤمنوا بقدراتهم في العودة ببطاقة التأهل إلى المونديال من القاهرة، عليهم فقط أن يتمسكوا بأعصابهم، وأنا متيقن من أنهم لن يخيبوا آمال ملايين الجزائريين، فحظ سعيد للجميع.