سميرة تلك الفتاة التي كانت تحلم دائما أن يكون حلمها حقيقة
خرجت ذات مرة تبحث عن أمها التي لم تستطع أن تفارقها للحظات بين السهول
والوديان فاذ التقت برفيقاتها اللواتي كانوا من أقرب الناس اليها حتى من
أخواتها الصغار التي كانت تعتني بهم سميرة لأن والدها قد قتل بسبب
أنه لم يدفع لهم ما يريدون من النقود فأنهالوا عليه بالضرب حتى سالت
الدماء منه وأمام الأم وسميرة وأطفاله الصغار الذين ليس لهم معين غيره
ومن الذين قتلوه هؤولاء الذين كانوا يأخذون من المزارعين النقود من أجل
حمايتهم وعند رؤية أصدقائها اللواتي لم يشاهدوها منذ فترة طويلة
أحبت أن تجلس معهم وتتسامر بالأحاديث ونسيت أمها الغائبة عن البيت وأيضا
أخوتها الذين هم بحاجة اليها لكي تؤمن طلباتهم عند غياب الأم وبدأت
الأحاديث
بين سميرة وصديقاتها الى أن أنتهى النهار وبدأسواد الليل يقبل ولم تلاحظ
سميرة لهذا الأمر من شدة فرحها بصديقاتها وفجأة تذكرت سميرة ما السبب
الذي دعاها للخروج من البيت وأسرعت بالرجوع الى البيت ولكن يا للعجب
ويا للصدفة اذ وجدت أمها التي خرجت من البيت لأحضار الماء لهن وجدتها
ساقطة على الأرض فظنت أن أمها وقعت من المرض المحدق بها مثل كل مرة
فاتجهت اليها وقلبت أمها على ظهرها فكانت المفاجئة حين وجدت أختها التي
كانت أصغر أخواتها تمسك ثدي أمها والأم تحتضن الصغيرة بقوة لم تستطيع
سميرة أخراج أختها من بين يدي أمها الا عندما بدأت تصرخ سميرة وجاء
الجيران وأخرجوا البنت الصغيرة من صدر أمها ولكن ما سبب هذه الشدة
بتعلق أم سميرة بالبنت عندما علمت سميرة جن جنونها أن تلك الذين قتلوا
والدها جاؤوا الى أمها ليأخذوا ما تملك الأم من النقود من أجل حمايتها
وعندما رفضت تقدموا الى أولادها فأخذوهم الا الصغيرة جاءت الأم وخبأتها بين
أحضانها و قلبت نفسها على بنتها فأنهالوا عليها بالضرب لأخذ الصغيرة
فلم يستطيعوا حتى جاءت الضربة القاسية على الأم ورقدت الأم ميتة وهي
تحتضن أبنتها الصغيرة وجن جنون سميرة بموت أمها وبدأت تظن أن الذي رأته
مجرد حلم وبدأت تذهب الى الجيران لتتأكد من أن الذي رأته كان حلما ولكن
للأسف يا سميرة أن هذا الذي تريه هو الواقع
وبدأت سميرة بالبكاء وهي تقول ::
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل الذي أراه كله حلم وهذا الذي حصل مع أمي هو الحقيقة
وجاء من يواسيها من صديقاتها وهن يقولون لها :
هل رأيت يا سميرة كيف أمك ضحت بنفسها من أجل دمعة أختك الصغيرة
فتعلمي يا سميرة أن تحرصي أن لا تفرطي بشيء هو لك مهما كان الثمن
وعاشت سميرة وحيدة لا تملك الا ذاك الكوخ الصغير الذي ورثها اياه أبوها
وحرصت أن لا تفرط بأي شبر من ذاك الكوخ ولو كان الثمن حياتها
..................................................
.................................................. .......
أرجو من الجميع أن يكونوا قد فهموا مغزى تلك القصة ويعلموا أن لنا
حقا ولن نتنازل عنه ولو على حساب أخر قطرة من دمنا
أرجو أن أكون قد قدمت الشيء الصغير من تلك القصة لعلنا نستيقظ من سباتنا
فانا لن اتنازل عن بلدي و لا عن والدي و لا عن ديني و لا عن اخوتي و لا عنكم يا احلى اصدقاء فساضحي من اجلكم لاخر قطرة دم عندي فهل انتم مثلي؟؟؟؟
.................(( معاذ)) ................((الجزائر ))
الأحد فبراير 28, 2010 1:43 pm
شكرا لك على الموضوع المذهل
