إذ صادف
يوما أن التقيت مع صديقة لي
( لا أعرف حقا إن كان يجدر بي أن أطلق عليها لفظة
الصديقة
في زمن بادت فيه الصداقة و انتهت)
جاءت لتحدثني عن صديقة
لها...
وللأسف فقد تحدثت عنها بالسوء...
رغم انها على فراش المرض بعد تعرضها
لحادث خطير...
" يا لها من فتاة متكبرة... مغرورة
أحمد الله انها قد
اصابها ذلك الحادث..
اسأل الله ان يبقيها معاقة عاجزة بقية عمرها..
حتى تكف
عن غرورها و تباهيها امامنا"
في الحقيقة صدمت من كلام هذه الصديقة..
و
استغربته كثيرا لأنني كنت اظنهما صديقتان حميمتان..
لكنني قلت في نفسي
لعل
تلك الفتاة قد أخطأت في حق صديقتي...
لكن ما أثار صدمتي أكثر، ...
اذ
بعد هذه الحادثة بأسابيع
التقيت بالصديقتين معا مجددا...
والابتسامة تعلو
محياهما...
و اذ بصديقتي تقول للاخرى و الدموع تملأ عيناها...
" الحمد لله
على سلامتك أختي الحبيبة...
أقسم لكِ أن الأيام التي مرت وأنتِ مريضة
لم أذق
فيها طعم النوم...
و تمنيت ألف مرة أن أكون أنا من أصابها الحادث
مكانك"
تفاجئت كثيرا من ذلك...
و قلت في نفسي سبحان مغير الأحوال
!!!
يبدو أنهما تصالحتا و لله الحمد...
لكن ما صدمني أكثر بعد ذلك
ان
صديقتي جاءت لتحدثني ...
فعاتبتها كثيرا لأنها تحدثت يوما بالسوء عن تلك
الفتاة...
و جعلتني أسيء الظن بها...
لكنها أجابتني بالحرف الواحد و بكل
برودة دم
" والله انتِ مسكينة يا اختي... لانك صدقتيني...
لأنه أنا ليس من
مصلحتي أن أظهر لتك الفتاة كرهي و حقدي...
لأنها الوحيدة التي اعتمد عليها في
الدراسة " !!!
يا لها من صدمة !!!!
يا إلهي
ألهذه الدرجة من النفاق اصبح بعض
البشر ؟؟؟؟
نسأل الله المغفرة والرحمة... !!!
أنا شخصيا لم أعد أفهم شيئا من
هؤلاء؟؟؟
أين انت أيها الصدق...
بين هذه الأكوام من الكذب والخداع؟؟؟
أين
لنا أن نبحث عن بسمة بريئة
بين هذه الابتسامات المصطنعة البائسة
في زمن أصبح
عنوانه الأهم
" المظاهر و الخدع"؟؟كيف
لنا أن ننير أبصارنا
ونحن نعلم أن بصيرتنا عميت و شلّت
عن تحديد ما هو صالح
لحياتنا؟؟
كيف لنا أن نجرؤ على أن نتحدث
عن القيم الاسلامية النبيلة..
و
نحن نضحك في وجه ذلك مرة
ونغتابه في ظهره الاف المرات؟؟
لقد حان الوقت لنعرف
جميعا
أن النفاق قد قتل بذرة الخير في قلوب البعض...
و أفقدنا الثقة في
الكثيرين للأسف...
وقد أصبح عادة دنيئة... خسيسة..
ينقاد خلفها البعض دون
أدنى تفكير...
لا لشيء سوى لتحقيق مصالحه و رغباته الشخصية
أو خوفا من
الآخرين...
اذ يبدو ان نسي حتما أن عليه أولا وأخير أن
خوف الله تعالى..
ونسي قوله الكريم