لن اعود بعد اليوم ابدا

شغلت مشكلة الزمن البشرية منذ غابر الأزمان. وأمعن الفكر
في جوهر الزمن أكبر العقول، وحاول أبرز المفكرين إدراك مغزاه الخفي. فلا
توجد بين القيم الفيزيائية التي تميز سير الظاهر في العالم المحيط بنا قيمة
أكثر غموضا وتملصا وانفلاتا من إدراك الإنسان لقيمة الزمن..

فقد جذب مفهوم الزمن انتباه العلماء في النصف الثاني من القرن الحالي.
ويرجع ذلك إلى أن العلوم الطبيعية الحديثة ـ الفيزياء والفلك وعلم الفضاء
والرياضيات ـ تقدم المزيد والمزيد من المعطيات الجديدة القادرة على إلقاء
الضوء على طبيعة الزمن. علما بأن القضية المركزية هي قضية اتجاهه والذي
يكمن في السؤال (إلى أين يجري نهر الزمن؟).

تقول الحكمة الشعبية: إذا فقدت بيتك فيمكن بناء آخر جديد، وإذا فقدت المال
فيمكن كسب غيره، وإذا فقدت الوقت فإنك تفقد كل شيء.

وكما جاء في الحديث الشريف على لسان اليوم (وهو القيمة الزمنية التي تنشأ
نتيجة دوران الأرض حول نفسها كل 24 ساعة)..( أنا يوم جديد وغداً عليك شهيد
فاعمل في خيراً وقل في خيراً فإنك لن تراني بعد هذا أبداً).

لقد تجسد في هذا الحديث المأثور أكثر صفات الزمن تميزاً وهي أنه لا رجعة
فيه. فلا يمكن إعادة الزمن إلى الوراء، وما مضى لا عودة فيه. فليس بوسعنا
العودة إلى الماضي وليس بوسعنا استباق الزمن والانطلاق إلى المستقبل ومن ثم
العودة إلى عصرنا.

فاللارجوع إحدى الخصائص الأساسية للزمن. وبتعبير آخر أن الزمن يسير دائماً
في اتجاه واحد، وهو ما يعرف بـ (سهم الزمن).

وعلى الرغم من وجود بعض الفرضيات العلمية التي تدرس احتمال استباق الزمن أو
اختراقه للوصول للمستقبل، إلا أن ذلك لا يزال في طور الخيال العلمي
الأدبي. فجميع العمليات الواقعية التي يتلقاها الإنسان في العالم المحيط
به، هي عمليات لا رجعة فيها عمليا. ولو سار الزمن إلى الوراء لأخذت تحدث
حولنا ظواهر مذهلة تماماً. ولكن لم يلاحظ أحد أبدا مثل هذه الظواهر.

فلا يختلف اثنان أننا لا نستطيع تغيير أي شيء في الماضي وليس بوسعنا التنبؤ
بالمستقبل بكل تفاصيله. كما أن الماضي يتميز بالتحديد التام، أما المستقبل
فيتميز بعدم التحديد بقدر كبير. بعبارة أخرى ثمة عدم تماثل بين الماضي
والمستقبل.
وبالتالي تمضي حياة الإنسان كلها على ذلك الحد الذي يتحول فيه الماضي إلى
مستقبل، أي أن حياة الإنسان نفسها عبارة عن عملية لا رجعة فيها.

إن فكرة سهم الزمن يجعلنا نهتم بأمر في غاية الأهمية وهو إذا كانت حياتنا
تجري باتجاه واحد.. فلماذا لا يكون هذا الاتجاه تصاعدياً نحو الرقي الروحي
والعروج الرباني.

وإذا كان الماضي أصبح من مخلفات الزمن الذي يمر عليه خلال فترة زمنية
معينة.. فلماذا نحاول إعادة مآسينا وآلامنا ونعيش في حالة الألم التي طوي
عليها النسيان.

إذا كان كل يوم يعرف نفسه للإنسان بأنه يوم جديد فلماذا لا يجدد الإنسان
حياته مع تجديد الزمن.. أم أن الإنسان خلق ليعيش في عالم الماضي فقط.

وفي الختام لكم مني أجمل تحيةوسلام

من السيد المدير لمنتديات اولاد البهجة

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

يعيطك الصحة اخي معاذ فلقد اكسبت الموضوع مسحة علمية ثم تدرجت الى دينية وصولا الى نظرة فلسفية و هو اسلوب وجدته جد مشوق و يرضي جيمع الاذواق.مع اني صراحة عند قراءتي للعنوان تبادر الى ذهني أنها احدى الخواطر التي عودتنا على ادراجها في المنتدى.
بورك فيك أخي على هذه اللفتة القيمة
مزيدا من الابداع و التفوق.

بارك الله فيك اخت انجل عالمرور العطر نورتي صفحتي و فرحتيني بردك الجميل العذب النقي الذي ان دل على شئ انما يدل على انك مهتمة كثيرة بمواضيعي احسنتي صنعا كونك حركتي مشاعري اتجاه التقدم و النجاح

» الحاسة التي لا تنام ابدا
» حال امتنا اليوم
» ما رأيك لو قمت باحداها اليوم؟؟؟؟؟
» كاركاتيرات عن كلام بنات اليوم ......................
» الفرق بين الحب اليوم والحب أيام زمان