للوقت – كأي قيمة من القيم- خصائص ومزايا كما أن له منزلة ومكانة في الإسلام، وإليك:
أولاً : خصائص الوقت ومزاياه:
وأهم خصائص الوقت ومزاياه:
1- أنه أغلا ما يملك الإنسان:
فقد خلق الله الإنسان، وكلفه تكاليف، وطلب منه أداءها، وأعانه على ذلك بنعم لا تعد ولا تحصى،ومنها نعمة الوقت لينفذ فيها ما كلفه به، ول منه أداءه.
قال تعالى:
( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ...)النور:4
وقال تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا...)الفرقان:62.
وقال عز من قائل:-
(وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ..القصص:73".
2- أنه سلاح ذو حدين : ينفع إن أحسن استغلاله، ويضر إن أسيئ استغلاله:
فإذا أحسن الإنسان استغلاله وملأه بالنافع المفيد كان خيراً وبركة، وإن أساء الإنسان استغلاله وملأه بالضار كان شراً ونقمة وقد ساق الله في كتابه صورتين:
الأولى: لمن أحسنوا الانتفاع بأوقاتهم فكان مآلهم حسن العقبى.
قال تعالى:
( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ..)الطور:25-28.
والأخرى: لمن أساءوا الانتفاع بأوقاتهم، فكان مآلهم سوء العقبى
قال تعالى:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ..)فاطر:36، 37.
3- أنه محدود، ونهايته لا يعلمها إلا الله عز وجل-
إذ هو هذه المساحة الزمنية التي تبدأ بمولد الإنسان وتنتهي بوفاته، ولا يعلم هذه النهاية إلا الله – عز وجل-
قال تعالى :
(إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى.) طه:15.
وقال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ..).لقمان:34.
4- أنه سريع المرور والانقضاء ولا يعود أبداً:
إذ هو حركة الأفلاك، وتلك لا تتوقف أبداًَ، فهو يمر بمرورها، وينقضي بانقضاءها.
ويبدأ مروره وانقضاؤه من لحظة ولادته، وإذا مرأو انقضى كله أو بعض ولو يسيرا فلا يعود أبداً ولذا جاء عن الحسن البصري قوله:
"ابن آدم أنت أيام كلما ذهب يوم بعضك"[1].
وجاء عنه أيضاً قوله:
"ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد فتزود مني، فإني أعود إلى يوم القيامة"[2].
وجاء عن ابن عباس قوله:
" ما من يوم طلعت شمسه إلا يقول: من استطاع أن يعمل في خيراً فيعلمه، فإني غير مكرر عليكم أبداً...."[3].