سمحت السلطات العمومية بالجزائر العاصمة للمصلين بالخروج في مسيرات عبر الشوارع، للتعبير عن تنديدهم بالأعمال الوحشية التي طالت قافلة الحرية التي كانت متوجهة إلى غزة لكسر الحصار قبل أن تعترضها القوات الإسرائيلية في المياه الدولية، بحر الأسبوع الفارط. كما شهدت مدن تلمسان وسطيف مظاهرات مماثلة تلبية لنداء ''جمعة الغضب''. خرج المصلون، أمس، في مظاهرات من مختلف مساجد وسط الجزائر، وساروا أمام العديد من مقرات المؤسسات العمومية والأمنية إلى غاية مقر المجلس الشعبي الوطني، في الوقت الذي اكتفت بعض التشكيلات السياسية بالقيام بندوات صحفية. وتجمع المصلون بالقرب من مسجد ''خالد بن الوليد'' بشارع نسيرة نونو ببلوزداد بالجزائر العاصمة، حيث بدأت وفود عشرات المصلين في الالتحاق بالتجمع . وعند الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال، انطلقت مسيرة ''جمعة الغضب'' التي دعا إليها رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، العلامة يوسف القرضاوي. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للصهاينة، حيث دوى شعار ''يا للعار يا للعار باعوا غزة بالدولار''، إلى جانب شعارات ضد الطرف المصري ''افتحوا الحدود أطردوا اليهود''. وتميزت مسيرة العاصمة بالتحكم الجيد من طرف مصالح الأمن والتوجيه في الحفاظ على حركة السير بالحد الأدنى، خاصة الحالات الاستعجالية وسيارات الإسعاف أثناء التدخل لأي طارئ. كما تم تسجيل حضور مختلف ضباط مصالح الأمن بالزي المدني والرسمي على طول امتداد محور المسيرة. ولم تسجل مصالح الأمن أية انزلاقات تذكر أو توقيف واعتقال للمشاركين في المسيرة، حيث تميزت بالتحكم الجيد لها من طرف عناصر الشرطة وأفراد وحدات الأمن الجمهوري الذين كثفوا تواجدهم بمختلف نقاط وسط العاصمة، خاصة على مستوى ساحة أول ماي وشارع حسيبة بن بوعلي وكذا مقر أمن ولاية العاصمة ووزارة الفلاحة وعلى مقربة من البريد المركزي، وانتهاء بمبنى المجلس الشعبي الوطني. وكانت ''الخبر'' قد أشارت في عددها أمس، إلى التحضيرات القائمة لهذه المسيرة عبر شوارع العاصمة باتجاه قبة البرلمان، كما أن مصالح الأمن كانت قد تلقت تعليمات بالتعامل بحكمة والحيلولة دون حدوث أعمال شغب أو انزلاقات كتلك التي شهدتها مسيرة ''جمعة نصرة غزة'' سنة 2009 بالجزائر العاصمة. مسيرة ''جمعة الغضب'' ختمت بالتجمع أمام مقر المجلس الشعبي الوطني لمدة زادت عن نصف ساعة، تلا فيها أحد المشاركين، عضو الحملة العالمية لمقاومة العدوان، كلمة حول حصار قطاع غزة وتواطؤ ما وصفوه بـ''الجامعة العربية المسكينة والمهيمنين عليها''، إضافة إلى مطالبتهم بفتح ''معبر رفح'' وسائر المعابر . مساعدات جزائرية تصل معبر رفح وفي سطيف نظمت حركة مجتمع السلم، عشية أمس، مسيرة للتنديد بالاعتداء السافر على قافلة الحرية، ابتداء من مسجد العتيق بوسط المدينة إلى غاية مقر الحركة في حي المعدومين الخمسة، بالتوازي مع الاحتفال بعودة الوفد الجزائري سالما إلى أرض الوطن. وتعذر حضور نائب رئيس الحركة ورئيس الوفد في قافلة الحرية عبد الرزاق مقري بسبب التعب الذي يعاني منه بعد اعتقاله من طرف القوات الصهيونية. وتجمع المئات من أنصار حركة الراحل نحناح في ساحة الحرية، منددين بما وصفوه بالاعتداء والقرصنة في المياه الإقليمية الدولية، فيما دعا الأمين الوطني للإعلام، محمد جمعة، إلى المزيد من القوافل لكسر الحصار المفروض على القطاع، معتبرا موقف الجزائر مشرفا لكل العرب والمسلمين. من جهتها، وجهت امرأة الأعمال صليحة مناصرية، التي كانت ضمن الوفد المعتقل بقافلة الحرية، دعوة إلى كل الجزائريين للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، وأعلنت أن الاجتماع الدوري للمؤتمر العربي للبرلمانيين العرب سوف يعقد داخل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، وذلك بالتوازي مع وصول قافلة جديدة من المساعدات إلى قطاع غزة صباح اليوم عبر معبر رفح، تحمل راية جمعية الإرشاد والإصلاح الوطنية التي تعتبر حلقة في سلسلة المساعدات الدورية التي تنظمها حركة حمس لمساعدة المحاصرين في غزة. التلمسانيون يتضامنون مع غزة ويحملون الأعلام التركية خرج العشرات من سكان ولاية تلمسان وفي عدة بلديات، بعد صلاة الجمعة، في مسيرات عفوية من المساجد للتعبير عن غضب الشارع الجزائري حيال المجزرة والقرصنة الصهيونية التي طالت قافلة الحرية التي كانت متوجهة إلى غزة المحاصرة. وتجمع سكان تلمسان بالساحة المركزية للمدينة قرب جامعها الأعظم، حاملين الأعلام التركية، لأول مرة، في مظاهرات بالشارع الجزائري، إلى جانب العلمين الجزائري والفلسطيني. وقد ردد المتظاهرون شعارات منددة بالاعتداء، تحت مراقبة لرجال الأمن بالزيين الرسمي والمدني. وقد تلا أحد المشاركين والذين كانوا في غالبيتهم من مناضلي حركة مجتمع السلم بيانا لاتحاد علماء المسلمين، جاء فيه على الخصوص أن الموقف الإيجابي في مواجهة الاحتلال الصهيوني وجرائمه هو معيار الشرعية الحقيقية للنظام السياسي العربي والإسلامي.
المصدر منقول من جريدة الخبر اليومية الجزائرية المستقلة