ناجحون يأملون في الالتحاق بكلّيات
الرياضة من أجل بناء فريق وطني قوي!
مع بداية انطلاق أولى
التسجيلات الجامعية منذ الأحد الماضي، وجد الأولياء أنفسهم كالعادة
مجبرين على الوقوف بجانب أبنائهم من أجل تقديم النّصائح وتوجيههم نحو
الفروع التي تؤمّن مستقبلهم المهني، بعدما أظهرت بعض الفروع خلال
السنوات الماضية أنها لا تتوافق وما توفّره الدولة من مناصب شغل قد تمتصّ
بها البطالة التي تفشّت في صفوف العديد من الحاملين لشهادات عليا
بسبب عدم إدراكهم للمشكل، ناهيك عن نقص الطلب على بعض التخصّصات في
عالم الشغل بالجزائر.
ولعلّ أكثر التوجيهات
التي ستلقى أكثر الطلبات من طرف النّاجحين في شهادة البكالوريا لهذا
الموسم هي التي تُعنى بالتكوينات والتخصّصات العسكرية بكامل توجّهاتها
حسب ما وقفت عنده »أخبار اليوم« بعدما انحصرت آراء كثير من الأولياء
وأبنائهم الذكور في الالتحاق بالفروع العسكرية، والتي تعني لهم
الكثير لكونها تضمن لهم مستقبلهم المهني. حيث يستطيع حامل مثل هذه
الشهادات الحصول على منصب عمل بسهولة، خاصّة وأنه يربطه بتلك المؤسسات
عقد ممضي من بداية التكوين أو التمدرس، في حين وجدت الفتيات
أنفسهنّ مجبرات على ضرورة اختيار التكوينات والدراسات في تخصّصات
التعليم كالماستر في اللّغات الأجنبية أو اللّغة العربية من أجل
الالتحاق بعد التخرّج مباشرة بقطاع التعليم قصد التدريس الذي أضحى أكثر
طلبا، خاصّة بعد الزيادة في الرّاتب الشهري للمعلّمين.
*** أربع مراحل لتسجيل
النّاجحين في البكالوريا
تتأهّب مختلف جامعات الوطن
لاستقبال النّاجحين في شهادة البكالوريا لهذا الموسم،والذين تمّ منحهم
شهادة نجاحهم وورقة نقاط كشوفهم مرفقين بالدليل والمنشور الوزاري
الجديد يوم الأحد الماضي، على أن تبدأ بعدها مباشرة عملية التسجيلات
الأوّلية، والتي كانت قد انطلقت في اليوم ذاته، على أن تنتهي
في 17 جويلية الجاري. أمّا المرحلة الثانية فتمتدّ من 18
إلى 22 جويلية وهي خاصّة بالتعرّف على نتيجة التوجيه، حيث
ينبغي على كلّ من قام بالتسجيل الأوّلي التقدّم إلى المؤسسة التي
وجّه إليها لإيداع ملف تسجيله لتأكيد تسجيله الأوّلي وتعديل بطاقة
الرّغبات السابقة لتسديد رسوم التسجيل واستلام وثائق تأكيد تسجيله
الإداري. أمّا المرحلة الثالثة فتخصّ التوجيهات والطعون وتمتدّ من
29 جويلية إلى 3 أوت، حيث يمكن للنّاجح الذي أودع بطاقة
الرّغبات في المراحل السابقة تقديم الطعون عن طريق الخطّ في حالة
عدم قبول حامل شهادة البكالوريا الموجّه لفرع مشروط بالنّجاح في اختبار
الكفاءة، أو بالقبول بعد مقابلة شفوية أمام اللّجنة حيث يعاد توجيهه
نحو إحدى الرّغبات المعبّر عنها في بطاقة رغباته باحترام الشروط
البيداغوجية المطلوبة، في هذه الحالة تتكفّل المؤسسات التي وجه إليها
أوّل مرّة في العملية الخاصّة بإعادة التوجيه في إطار النّدوات
الجهوية، ومن نفس انطلاقة المرحلة السابقة وامتدادا إلى 6 أوت
تأتي المرحلة النّهائية من التسجيلات.
*** الأولياء يتدخّلون
في اختيار توجّهات وتخصّصات أبنائهم
أضحى تدخّل الأولياء في
اختيار توجّهات وتخصّصات أبنائهم النّاجحين الجدد في شهادة البكالوريا
في المدّة الأخيرة أمرا مفروغا منه، بعدما أظهرت لهم النتائج المحقّقة
لدى سابقيهم أن ترك الأبناء يختارون الفروع التي يريدونها لم يعد
يخدم مصالحهم ومستقبلهم المهني بعدما وجد العديد من المتخرّجين أنفسهم
مجبرين على الاستسلام لمخالب البطالة بسبب نقص أو انعدام مناصب الشغل في
العديد من التخصّصات التي درسوها بالرغم من الشغف والحبّ الذي
يكنّه هؤلاء لبعض الفروع، إلاّ أنها تبقى خارج اهتمامات عالم الشغل
بالجزائر أو بالأحرى تسجيل نقص كبير في طلب مناصب الشغل بخصوصها نظرا
للتشبّع الذي تعانيه تلك التخصّصات بمؤسسات الدولة أو نقص الهياكل
الخاصّة بها، وهو الأمر الذي جعل من تدخّل الآباء مطلبا حقيقيا بل
وضرورة حتمية لتوجيه أبنائهم النّاجحين في شهادة البكالوريا اتجاه
الميادين والفروع التي لها مستقبل مهني شأن التخصّصات والتكوينات
العسكرية، إلى جانب إرشادهم لإتمام الدراسة في اللّغات والأدب
العربي، ناهيك عن كلّ ما يخصّ قطاع التربية والتعليم لما تقدّمه من
فرص سهلة لإيجاد مناصب شغل بعد التخرّج.
*** التخصّصات العسكرية
تستهوي النّاجحين
لعلّ أبرز ما يميّز فترة
اختيار الفروع للالتحاق بالتكوين المطلوب بعد نيل شهادة "الباك" هو
التأمّل جيّدا في حياة الأشخاص الذين مرّوا بمثل هذه التجارب لأخذ نظرة
مستقبلية بخصوص الفروع والتخصّصات المطلوبة في عالم الشغل، إلى جانب
تلك التي توفّر مستقبلا مهنيا يمكّنهم من الرّفع من قدراتهم المعرفية
والمادية أهمّها تلك التي تُعنى بالتكوينات والتخصّصات العسكرية في
كلّ الميادين. فحسب الاستطلاع التي وقفت عند »أخبار اليوم«،
فإن مثل هذه الفروع أضحت تستهوي الحائزين على "الباك" الذين
يرغبون في إتمام تكويناتهم العليا في مثل إحدى تلك التخصّصات،
خاصّة أولئك الحاصلين على علامات ومعدّلات تفوق الـ 12 من عشرين
كضابط في كلّ من القوّات البرّية، البحرية والجوّية أو بقيادة قوّات
الدفاع الجوّي عن الإقليم أو حتى في الحرس الجمهوري، ناهيك عن كلّ
من تخصّص قطاع الدرك الوطني أو الالتحاق برتبة ضابط بالمديرية
المركزية للعتاد الوطني أو المديرية المركزية للإشارة والمدرسة العليا
للإشارة بالقليعة، المديرية المركزية لمصالح الصحّة العسكرية، المدرسة
العسكرية المتعدّدة التقنيات، المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس
وغيرها من التخصّصات التي بدأت تلقى رواجا عند الجيل الشابّ الحاضر
الذي سيمثّل مستقبل هذا الوطن خلال السنوات القادمة بعدما كان هذا
الاختصاص لا يستهوي العديد منهم بحجّة أن هذا المجال يضيّع أهمّ
وأحلى سنوات عمرهم نظرا للصرامة المطلوبة والجدّ في العمل إلى جانب
الانضباط والتجنّد لكلّ ما هو آت.
*** التعليم واللّغات
تخصّصات تهمّ الإناث أكثر من الذكور
تخصّصات في اللّغات
والتعليم تأتي في المرتبة الثانية من حيث اهتمام النّاجحين في
"الباك" للالتحاق بها، وبأكثر درجة الإناث قبل الذكور. حيث أكّدت
عيّنة كبيرة منهنّ أنهنّ مستعدّات للالتحاق بفروع اللّغات التي تدرس
بمختلف الجامعات الجزائرية التي تهتمّ بهذا الاختصاص، فيما ذهبت
أخريات إلى القول إن أهمّ جامعة سيتوجّهن إليها هي المدرسة العليا
للأساتذة بالقبّة أو ببوزريعة باعتبارها مدارس تمنح تعليما مشروطا
بإيجاد منصب عمل مباشرة بعد التخرّج يكون التخصّص في مجال التدريس،
في حين تؤكّد أخريات أنه لا شيء أهمّ من التكوين ومتابعة الدراسة في
مجال اللّغات التي أضحت تسجّل بموجبها المنظومة التربوية عجزا كبيرا
أدّى إلى تدهوّر هذا الفرع نظرا لعزوف النّاجحين في "الباك" عن اتّباع
هذا التخصّص، سواء كان في اللّغات الأجنبية بفروعها الأربعة أو الأدب
العربي الذي يشهد تدحرجا هذه السنوات الأخيرة. ولعلّ من بين أكثر
الأسباب شيوعا، والتي دفعت بالنّاجحين إلى التقرّب من مثل هذه
المجالات هي الزّيادة الأخيرة في الرّاتب الشهري للأساتذة ومعلّمي
قطاع التربية الذين أضحت لديهم امتيازات هامّة من عطل متتالية وأجرة
شهرية مغرية، ناهيك عن بروز ظاهرة جديدة في المجتمع الجزائري بعدما
أصبح كافّة الشباب يفضّلون الزّواج من المعلّمات بالنّظر إلى الاستقرار
في العمل وطبيعته، إلى جانب الأجرة الشهرية التي يمكنها أن تساعدهم
على مشقّة ومطالب الحياة المستمرّة لإنشاء أسرة.
*** "الرياضة والكرة..
مستقبل العمر"!
بات مجال الرياضة من بين
أهمّ الفروع والتخصّصات التي بدأت تستهوي شبابنا النّاجحين في
"الباك" أو غيرهم، خاصّة بعد التألّقات الكبيرة التي سايرت مشوار
الفريق الوطني والامتيازات التي تحصّل عليها أعضاء الفريق بعد كلّ
منافسة يفوزون بها، ممّا جعل بعض النّاجحين في بكالوريا هذا الموسم
يقتنعون بأنه لا بديل عن الرياضة وكرة القدم، فكلّ منهما يكمّل
الآخر، خاصّة وأنه في يومنا هذا أصبح الذي يدير الكرة جيّدا بقدميه
أهمّ بكثير من الذي يفنّي عمره في الجدّ والعمل وطلب العلم من
المثقّفين والصحفيين والأطبّاء وغيرهم حسب تصريحات العديد من الطلبة الجدد
الذي أكّدوا أن الرياضة وكرة القدم بصفة خاصةّ يعتبران مستقبل
العمر، سواء هنا في الجزائر أو حتى في الخارج كونها كانت ولاتزال
معشوقة الجماهير الذين لا يمكن لهم الاستغناء عنها وتمويل مثل هذا
المجال لا يمكن أن يندثر مهما طال الزّمن.